فرص الأعمال في التمويل المضمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) ازدهارًا كبيرًا في عالم التكنولوجيا المالية مع ظهور التمويل المضمن كمفهوم يغير قواعد اللعبة. حيث يشير التمويل المضمن إلى دمج الخدمات المالية في المنصات غير المالية، مما يوفر تجارب سلسة ومريحة للمستهلكين. وفي هذا التقرير، سنستكشف فرص العمل التي يوفرها التمويل المضمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مدعومًا بحقائق وأرقام مقنعة.

فرص الأعمال في التمويل المضمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

إمكانات السوق المتنامية:

أظهرت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نموًا ملحوظًا في اعتماد التكنولوجيا المالية، وذلك بفضل فئة من الشباب يتقنون التكنولوجيا إضافةً لانتشار الهواتف الذكية. وفقًا لتقرير “حالة التكنولوجيا المالية” شهد نظام التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نمواً بنسبة 52٪ في عام 2020، حيث تم جذب استثمارات بقيمة 241 مليون دولار.  يُعتبر هذا أرضية خصبة لازدهار حلول التمويل المضمن وتلبية احتياجات الأعمال والمستهلكين المتطورة.

التجارة الالكترونية والتجزئة:

يوفر التمويل المضمن فرصًا هائلة في قطاعي التجارة الإلكترونية والتجزئة من خلال دمج خيارات الدفع والتمويل مباشرةً في الأسواق الإلكترونية ومنصات التجارة الإلكترونية، حيث يمكن للشركات توفير تجارب دفع سلسة، مما يتيح للمستهلكين القيام بعمليات الشراء بسهولة. على سبيل المثال، ارتبطت “سوق المال” وهي منصة مقارنة بارزة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالبنوك لدمج عروض القروض داخل منصتها، مما يبسط عملية التمويل للمستهلكين.

خدمات نقل الركاب والتنقل:

شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ارتفاعاً كبيراً في خدمات نقل الركاب والتنقل، مما يُعَتَبَر حالة استخدام مثالية للتمويل المضمن. فقامت شركات مثل “كريم”، وهي منصة رائدة في خدمات نقل الركاب، بتوسيع خدماتها إلى ما هو أبعد من التنقل عن طريق دمج حلول الدفع وتقديم المحافظ الرقمية. حيث يُمكِّن هذا التكامل المستخدمين من الدفع للرحلات وتوصيل الطعام، وحتى الوصول إلى خدمات مالية أخرى بسهولة داخل التطبيق.

التعاون بين التكنولوجيا المالية والاتصالات:

تفتخر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بقطاع اتصالاتٍ قوي، وقد فتحت الشراكات بين شركات التكنولوجيا المالية وشركات الاتصالات طرقًا جديدة للتمويل المضمن. فعلى سبيل المثال، توفر “stc pay” وهي المحفظة الرقمية التي تقدمها شركة الاتصالات السعودية، للمستخدمين إمكانية القيام بالمدفوعات وإرسال الأموال والوصول إلى مختلف الخدمات المالية عبر أجهزة الهواتف المحمولة. حيث تستفيد مثل هذه التعاونات من البنية التحتية للاتصالات لتقديم حلول مالية آمنة ومريحة لفئة عملاء أكبر.

التأمين المضمن:

يمتد التمويل المضمن إلى ما هو أبعد من الخدمات المصرفية التقليدية ليشمل التأمين. فقد شهدنا تعاون مقدمي خدمات التأمين مع المنصات لتقديم منتجات تأمين مدمجة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. على سبيل المثال، أدرج موقع “yallacompare” الموقع الرائد للمقارنة، خيارات التأمين داخل منصته، مما يتيح للمستخدمين شراء وثائق التأمين بسهولة خلال عملية شراء السيارة مثلًا أو أثناء حجز الرحلات.

الخلاصة:

يُقدِّم التمويل المضمن فرصة تجارية ضخمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بفضل النظام المالي التقني النامي في المنطقة وطلب المستهلكين لتجارب مالية سلسة ومتكاملة. حيث تسلّط الأمثلة المذكورة أعلاه الضوء على تنوع حالات الاستخدام والتأثير المحتمل للتمويل المضمن عبر مختلف الصناعات، مثل: التجارة الإلكترونية، وخدمات نقل الركاب، والاتصالات، والتأمين.

فعندما تتبنى الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التمويل المضمن، يمكنها أن تحصل على ميزة تنافسية من خلال استغلال الشراكات وتكامل التكنولوجيا والتركيز على العميل. من خلال توفير حلول مالية مصممة خصيصًا وسهلة الوصول داخل المنصات غير المالية، يمكن للشركات فتح مصادر دخل جديدة وتعزيز تجارب العملاء وتعزيز النمو الاقتصادي بشكل عام.

ومع استمرار منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في رحلتها التكنولوجية المالية، من الضروري على الشركات أن تستغل فرص التمويل المضمن، وتتكيف مع تغير توقعات المستهلكين، وتستثمر في قوة التكامل المالي السلس. ويمكن للشركات أن تضع أنفسها كقادة في المشهد المالي المتطور في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال البقاء في طليعة هذا الاتجاه التحويلي.

اترك تعليقا